السبت، 16 يوليو 2011

بن لادن صاحب رسالة اتفقنا أم اختلفنا كلياًَ أو جزئياًَ

 لنا كلمة بن لادن صاحب رسالة اتفقنا أم اختلفنا كلياًَ أو جزئياًَ للشعوب ثقافات ومعتقدات وعلى أي فرد ومجتمع احترام الآخر في معتقداتها فالفراعنة كانوا يرمون الفتاة الجميلة في النهر ليزيد الفيض ويزيد النماء وتقديساً للنهر والعرب كانوا يدفنون البنت حية تحت التراب خوفاًَ من العار إذا رزقهم الله بالأنثى• جماعات >الفايكنغ< في اسكندنافيا كانوا يضعون الميت في سفينة مجهزة بالطعام والشراب بل الخدم أيضاً ثم يدفنون السفينة بكل ما عليها أو يحرقونها أو يتركونها للامواج تتقاذفها• ولا يخفى قصة قابيل قتل هابيل لانه غريمه واتخاذ الغراب نموذجاً لمواراة الجثة بالثرى بكرامة من الوحوش والطير والبهائم إذا ما أحست بالموت في نفسها تأوي إلى مكان تحتجب فيه حتى تموت• والدفن على طريقة الزرادشتيين حيث تعلق الجثة على لوح حجر عال لتتغذى عليها الطيور الجوارح والهندوس يحرقون الجثة حتى لا يتبقى منها سوى الرماد والمسلمون طريقتهم في ستر الموتى لا يغيب عن رؤية سيدة العالم وادعاء الحقوق والديمقراطية وحقوق الانسان ولكنها تتصرف بعنجهية وعن جهل وعمد، إنها الدولة الارهابية الاولى الولايات المتحدة الامريكية• إن الاشخاص الذين عاشوا حياتهم كأساطير لا تكتمل مغامرتهم إلا بالموت الذي يخلدهم ويكمل الدائرة وكلما كانت طريقة الموت مختلفة عن المعتاد ازداد اللمعان والغموض والبعد الاسطوري، فاغتيال جيفارا حوله إلى رمز ثوري واغتيال عبد الله عزام حوله إلى رمز جهادي عالمي وموت الاميرة ديانا الغامض جعل منها مثالاً ملهما وكأن الموت يوجد حياة جديدة لهؤلاء الاساطير وغيرهم• والنعمان ملك العراق مع كسرى الفرس حيث دهسته اقدام الفيلة على مرأى الجموع كما فعل هولاكو بالخليفة المعتصم العباس لما دفنه حيّاً وقد ثارت حمية العراقيين بموته فيها من استهانة بارادتهم وكرامتهم رغم نقمتهم عليه• ولدت القاعدة في الثمانينيات في افغانستان على بنية تحتية من المتطوعين من رحم الولايات المتحدة الامريكية لمحاربة السوفيت والدافع لاقامة القاعدة إحساس بالنصر لدى بن لادن والمجاهدين الذين نجحوا في إلحاق الهزيمة بقوة عظمى هي الاتحاد السوفيتي وقد شعروا بأنهم يعيدون أمجاد التأريخ الاسلامي السابق وسيلحقون الهزيمة بأمريكا المتغطرسة أيضاً ويشربونها من نفس الكأس والمثل: >من حفر حفرة لاخيه لا بد أن يقع فيها<• قضى أوباما ثلاثة أرباع مدته في البيت الابيض لم يحقق شيئاً من شعارات العيش المشترك مع الحضارات الاخرى ولم ينجح في إقرار حق العيش المشترك بين فقراء وأغنياء الامريكيين بفرض رؤيته في الضرائب والتأمين الصحي• أوباما وبوش يمثلون نهجاً واحداً لا أثر للون أو حزب >لوبي واحد< وقد صار أوباما مقبولاً عندما فهم ودار مثل ترس في الالة الجهنمية المتصهينة وعبأ المتصهينون اوبما برسالتهم فوقع قرار الهجوم ولانه سعيد الحظ نجح في مسعاه• لقد أرادت واشنطن أن تصنع من أسامة بن لادن شماعة تعلق عليها كل أخطائها ومعبراً تصفي به حساباتها مع العالم وعنواناً لمرحلة كارثية لارهاب الفكر والعقل والقلم وقد تمكنت بفضل براعة آلتها الدعائية الجهنمية الرهيبة من جعله رمزاً أو شبه رمز للاسلام على الاقل في الغرب وتحديداً لدى مخيال المواطن الامريكي المعزول عن العالم المتلاعب بعقله إعلامياً وعن طواعية المدمن على قنوات الشحن الاعلامي الاميركي وعنصر ابتزاز لكل من تعاطف مع الرجل المطارد وإننا سنكون جبناء لو قلنا باننا فرحنا باغتيال وإعدام بن لادن في الثلث الاخير من الليل وهو يتعبد عوضاً عن القبض عليه وهذا ما تخشاه أمريكا خوفاً من المواجهة والمناظرة والحجة ومحاكمته محاكمة إنسانية عادلة وما زاد الطين بلة رمي جثمانه طعماًَ للاسماك في البحر في سابقة تتنافى مع الدين والعرف والعقل والانسانية والخلق السليم• ولقد تألمنا لمنظر ضحايا نيويورك وهم يلقون حتفهم غدراً وهدراً كما نتألم للضحايا في دارفور والعراق وفلسطين وأفغانستان والفرق بيننا وبين الغرب فهم يتألمون فقط للاشقر ابن جلدتهم ونحن نتألم للجميع من دون تمييز أو فصل ولذا لن نستثني ابن لادن من رحمة الله وسعت كل شيء ونبخسه حلمه الذي ضيع عليه زهرة شبابه وأفنى عمره وبدد ثروته من أجل ألا وهي الشهادة ولا نزكي على الله أحداً• ثقافة الغرب في استئصال الآخر ثقافة الكراهية التي تتأسس على أساس من الاشاعة المقيتة والنميمة العنصرية والطمس العمد والنشر الشاذ وجميع هذه الاشكال تتحدد من تلقاء العلاقة المرضية مع الآخر الذي يتوجب تدميره وبالتالي استئصاله وهي ثقافة فولاذية يتوجب فهمها بقدر ما يتوجب نقدها طالما أنها تتكشف في شكل استراتيجية كامنة في أحيان وسافرة أحيان كثيرة فإذن لا غرابة في كل ما تأتي به الولايات المتحدة الامريكية كعادتها ولندع الايام تكشف ما وراء الاكمة وهكذا فرح الامريكيون وخرجوا إلى الشوارع يرقصون طرباً• وفي بلادي أقام الجماعة إياهم صلاة الغائب وهم الذين يعرضون ابن لادن للبيع في سوق النخاسة للامريكان كإخوانه وطردوا من أوى إليهم شر طردة بلا حقوق والذي نصرهم في وقت الشدة ولا أجد إعراباً لدموع التماسيح التي لم يفتحوا بنت شفة تضامنا معه وهكذا أعرب بن لادن >حكومة••• في ثوب إسلامي< نعم نحن شعوب جريحة تم قهرها اقتصادياً وسياسياً ونفسياً عبر أجندة مدروسة منذ أجيال سبقت وساعد على تنفيذها الحكام بكل تفان وإخلاص والعجيب أنهم الآن هم من يتهموننا بأننا أصحاب أجندات خارجية وكأنهم يرموننا بما هم ضالعين فيه من خيانة وعمالة للامبريالية الامريكية• وتبين النتائج التي أفرزتها المواجهات العسكرية المباشرة لمجابهة الارهاب غير مجدية ولو كانت المواجهة العسكرية وحدها مجدية لتمكن العالم من إنهاء ظاهرة الارهاب تتم محاربة الارهاب من خلال معالجة الاسباب التي تغذي الارهاب بالاضافة إلى إنهاء سياسة الكيل بمكيالين التي تمارسها الدول الكبرى وفي مقدمتها الولايات المتحدة الامريكية من خلال تعاملها مع القضايا الدولية وضرورة معالجة أسباب الظلم السياسي والاجتماعي ومعالجة تردي الاوضاع الاقتصادية وتباين الاوضاع الاجتماعية لخلق أجواء تساعد على العمل المشترك والتواصل مع الدول التي ترعى الارهاب بدلاً من مقاطعتها وحصارها وتأديبها ومعالجة المنازعات القائمة بين الدولة الداعمة للارهاب وهي أمريكيا والدول التي يمارس عليها الارهاب• إن المجابهة العسكرية كحل وحيد لمحاربة الارهاب بفتح الابواب على مصراعيها أمام المنظمات الارهابية وهنا يجب أن نميز بين الارهاب والكفاح وأعمال المقاومة ضد الاحتلال والظلم والهيمنة ومن أجل التحرير• وإن القضاء على الارهاب يتطلب معالجة الاسباب المباشرة وغير المباشرة للارهاب وإذا لم يتم معالجة الاسباب فستكون النتائج سلبية ومكافحة الارهاب هي مهمة يتحمل مسؤوليتها المجتمع الدولي ويستوجب ذلك حث جميع الدول من أجل القضاء التدريجي على الاسباب الكامنة وراء الارهاب الدولي وهذا لا يلغي على جميع الدول الوفاء بالتزاماتها وفقاً للقانون الدولي بالامتناع عن تنظيم أعمال الحرب الاهلية أو الاعمال الارهابية في دول أخرى بالاضافة للقضاء على مصادر التمويل وغالباً ما يصدر الارهاب عن أفراد أو جماعات تشعر بالظلم والقهر وعدم القدرة على تحقيق الآمال والتطلعات ويتطلب ذلك رفع الظلم عنها هل يعي كل ذلك حكام بلادنا قبل أن يقع الفأس في الرأس وحينها لا ينفع الندم•

هناك تعليق واحد: