منشور رقم (124) الاستاذ سعد الديم محمد أحمد
وهو من فصيلتهم اجتمع القوم فيما بينهم يتجاذبون أطراف الحديث في هوامش تصفية الحسابات بينهم ويكفكفون الدمع فيما صاروا إليه بيدهم وليس بيد عمرو ويتندرون بما يحدث داخل كيانهم وجدوا العنكبوت ينسج خيوطه داخل دورالمعارضة ولهذا ما الذي يحدث وتندر أحدهم قائلاً ما يحدث ما هي إلا لعبة كرة القدم بدون حكم فعقب عليه آخر كل الاركان مكتملة في ساحة الملعب إلا أن الحكم فاقد للصفارة لشيء نجهله• وفي ظل هذه الازمة الطاحنة عندما يختلف السودانيون فيما بينهم على تفسير الله يحمي البلد من أفاعيل هؤلاء التي يتداولها الجميع فهذا دليل أن الازمة الوطنية التي تمر بها البلاد تجاوزت المجال السياسي عملاً وتفكيراً فليس مصير الحياة السياسية فقط على المحك انما مصائر المجتمعات السودانية ووجودها وثقافتها أيضا وبعيداً عن السياسة والتنظير فيها لا يمكن انكار واقع أن الكيان السوداني بمكوناته وثقافته المختلفة كان في شكل أو في آخر أسير نوع من العزلة وهي عزلة تفاقمت وتطورت نتيجة تغيبب وغياب التمثيل السياسي الحقيقي لكل هذه المكونات الاجتماعية ونظرة الانقاذ منذ الاستيلاء على الوطن والسلطة معاً إلى التنوع السوداني بعيون الريبة والشك والتخوف فأنكره بدل أن يستثمر عوامل الغنى التي يمثلها وهذا ما زاد من أصراره على صهر السودانيين جميعاً في بوتقته الايدولوجية المقدودة بكل شعاراتها وخطاباتها الحلمية واللا واقعية ما أنتج بمرور الزمن في سبات الحلم الابدية وتكذيب الشعارات المرفوعة لحاكميتهم المستمدة من الخالق وتصدير الايدولوجية كرسل لمحاربة العدو الخارجي هذا بينما كان الداخل يهترئ ويتحلل والراهن أن مكر التأريخ قد حدث وقال كلمته فوصل الاحتقان السياسي والاجتماعي والاقتصادي والثقافي ذروته وأصبحوا مستوردين للاوامر والايدولوجية من العدو الخارجي• عاشوا منذ أن وطئت أقدامهم المواقع قبل بزوغ الضوء في الثلاثين من يونيو المشؤوم على مصطلحات الانقاذ حتى المتفلتين وبينهم أمور متشابهات لا تحصي ولا تعد لا يعون للنصيحة بعداً إلا بعد ضحى الغد• حين كان الدكتاتوريون يتخندقون من خطر الشعوب ويسخرون الآلة الاعلامية الرسمية لخدمة هذا الاستلطاف لكن فقط لكي يضمن عدم تحرير إرادة الشعوب في المطالبة بالتغيير لانهم يعلمون علم اليقين أنهم سوف يواجهون ذلك بالقوة الغاشمة وإراقة الدماء ولا يريدون أن يصلوا إلى تلك المرحلة لانها إهدار للمال العام وللطاقة التي يعتبر النظام في أمس الحاجة إليها ولا سيما بعد الانفصال المرير ولا يهمهم دم المواطنين ولا الخسائر البشرية أو المادية لذلك كانوا يبادرون إلى انتاج معارضتهم الوديعة لهذا سوف يسقط بالضرورة كل رموزهم السياسية سواء الحاكمة منها أو المعارضة طائفية كانت أم أي شيء آخر نلتمس الخيبة في جحور السياسة ففعل السياسة لم يتفجر بعد تعمد النخب السياسية المتلونة بحربائية طاغية في التأسيس بكيمياء سياسية تستطيع بها احراق الوجدان الجماهيري ولا يهم في مثل هذه المسرحية للواقع السياسي كل أخطاء المرحلة ومن ذلك مثلاً أن تتقدم حركة مجتمع السلم بانعقاد مؤتمر خارج الحدود بمصطلح أصحاب المصلحة وكأن الداخل تبع في بلد مرسوم له ان يلعب دوراً محدداً من الغضب الاعظم والامر يكتفي بالاطعام والاسكان ومراسم التشريف وفي جهة من جهات الوطن بتنظيم ندوة حول الاعلام والتغييرات السياسية الحاصلة أو ندوة حول حرية التعبير من دون أدني اهتمام إلى المشهد السياسي المتأزم كأن أحد المتسببين فيه هم الشركاء السياسيون المنضوون تحت لواء التحالف فكيف تناقش وضعاً أزمويا وتنفي مسؤوليتهم الثابتة في حدوثه وتجد افتعال المواقف الحضورية التي تجعل الذات الحزبية ممثلة في قياداتها تتبحر في عمق اللغة كي تفيد من تدفق المعنى والتغطية على الحدث بايقاع اللغة والدفع بهالة من المصطلحات قصد ترتيب الزوغان عن المشاكل الجوهرية المطروحة على المستوى الفكري الذي يتناول الجذور وليس المظاهر وهو ما تحاول الطبقة السياسية اقحام الجماهير في أتونه حتى لا تكاد تنفذ إلى الجوهر لان الجوهر يخرج بالاسئلة الوجودية من حيث أنه يقف على الحقائق التي يكشفها السؤال المتعمق عرض الظاهر المرضي وبالتالي يصبح الهروب الوحيد من المواجهة المحتملة أو الحاصلة هو التسلح بعدل اللغة التي تستقر في الوجدان الجماهيري كلما كانت ايقاعية يتسرب صداها المنغم إلى الذات بما يجعل الملتقى مسحوراً بضخامة الجسم الموسيقي والمعنوي للكلمة وهو ما ينتج الكارزيما الخائبة التي تفتعل الموقف لاجل تمرير الفكرة والحضور المهرجاني للشخصية الذي نشاهده في كل منابر اللقاءات الحاشدة• يرى المتتبع لتسطير الكلام بأنه مدبج بترسانة من المصطلحات التي لا تعبر عن شيء بقدر ما تحاول استعراض قوتها البلاغية على مسرح الحدث التغييري فالمصطلح في حالة انعدام قناة للتجاوب معه يعتبر ترفا فكريا ولعبا حزبيا كل المراد منه هو المحافظ على هيكل الهيئة ويقيه اثر لها ضمن الخريطة السياسية كما يدخل انتاج المصطلح في إطار لعبة إبدال مصطلح السلطة بمصطلح مقترح من قبل المعارضة على وزن حكومة عريضة قومية موسعة سم ما شئت وبالتالي يصبح هناك تجاذب يخلق معارك تنافسية هامشية تستنزف كافة الرؤية لدى المواطن البسيط الذي يمكن أن تكون لديه فكرة بسيطة حول كيفية إدراج شبكة القفة ضمن توازنات دهاليز السياسة المعتمة• يبقى الهدف من لعبة المصطلح هو تنويه الرأي العام بين ما هو كائن وما يجب أن يكون حيث يلعب الاعلام الدور المفعل لمعادلة الالهاء وتسويق التصريحات المتناقضة الصادرة عن الحزب الحاكم بل الفرد الواحد يبدو من شكل ترتيب دفعها محاولة للهروب من ظاهرة الخلافات داخل الحزب وقطع الطريق أمام الاسئلة المحرجة في هذا النطاق فالحزب يعيش أزمة انشقاق آخر في الصف من خلال مواقف القيادة تجاه ما يدور حوله الكلام على تقييم الاداء، ونصيحتنا وإن كان ستذهب مع الريح أننا لم نسمع يوماً أن الشعب شكك في فوز أحد الرؤساء في البلاد الديمقراطية الحرة المتقدمة لان الضامن الوحيد للنزاهة هو القانون والارادة الحرة وهما العاملان اللذان نفتقدهما في بلادنا وفي مؤسساتنا وهل من مجيب• والتصريحات للفئة المتنفذة التي تشكل مركز ضغط في الحزب والتي يباركها ويرخى لها اللجام من القائد فولد مصطلح المتفلتين• ولا شك أن توسنامي قادم لا محالة وإن تأخر فلن يتأخر أكثر•
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق